تحميل...
حكمة أو جنون
الحــشــود
ترجمت للعربية من قبل Alex Clay • لعبة من قبل Nicky Case
original game in English
تحميل... لنلعب!


السير (إسحاق نيوتن) كان متأكداً أنه ولد ذكي،
ومن يلومه بعد أن اخترع علم التفاضل والتكامل الرياضي ونظرية
الجاذبية؟ لابد أن يكون ذكياً بما يكفي ليقوم باستثمار أمواله، أليس كذلك؟
لنختصر السيرة، خسر السير (نيوتن) ٤,٦٠٠,٠٠٠$ حسب قيمة الدولار اليوم
في هلع المضارية الوطنية المعروفة باسم ("فقاعة البحر الجنوبي")
South Sea Bubble of 1720.

ولهكذا قال السير (نيوتن) لاحقاً: "أستطيع حساب حركة الأجسام الكونية
لكني لا أستطيع حساب جنون الناس".
جيد أني لست بمكانه
ذلك بالطبع ليس الحين الوحيد حيث انهارت
أسواق أو مؤسسات أو ديمقراطيات بأكملها - أي، جنون الحشود.
ومع ذلك، عندما نفقد الأمل في البشرية نرى المواطنين يتعاونون لإنقاذ
بعضهم في العواصف، ونرى مجتمعات تبني الحلول لمشاكلهم،
ونرى أناساً تحارب في سبيل كوكب أفضل - أي، حكمة الحشود!
ولكن لماذا تنقلب بعض الحشود إلى الجنون أو إلى الحكمة؟ لا يوجد نظرية
تفسر كل شي لكن أعتقد أنه هنالك حقلاً جديداً من الدراسة يستطيع أن يساعدنا:
("علم الشبكات") network science
والفكرة الأساسية منه هو التالي: علينا ألا ننظر
إلى الأشخاص منفردين لنفهم الحشود، بل ننظر إلى... ...الروبط بينهم
لنرسم شبكة! كل رابطة تمثل صداقة بين فردين: ارسم لتوصل الفردين           اشطب     لتقطع الوصلة عندما تنتهي من اللعب والرسم... ...اضغط هنا لنتابع
تفيدنا الروابط الاجتماعية لأسباب قيّمة أكثر من صنع الرسمات الجميلة، لأن الأفراد ينظرون إلى روابطهم الاجتماعية لفهم عالمهم. على سبيل المثال، الناس تتأمل نظائرهم لمعرفة الإجابة عن النسبة المئوية من أصدقائهم الذين يدمنون على الشرب (دون عد أنفسهم).
ارسم وامحي الروابط على اليمين، ثم لاحظ ما يحدث!
حسناً، فهمت السابق ولكن الشبكات قد تخدع الناس.
الأفراد قد يأخذون أفكاراً خاطئة عن المجتمع لأنهم داخل البيئة كما وأن الأرض تبدو مسطحة لأننا نمشي عليها.
زر اختياري للقراءة الإضافية ↑
↓ المصادر والمراجع

على سبيل المثال، بيّنت دراسة أجريت عام ١٩٩١ أنه "أبلغ ما يقارب جميع الطلاب [الجامعيين] أن أصدقائهم يشربون أكثر مما هم يشربون" ولكن ألا يبدو ذلك مستحيلاً؟ كيف توصّل الطلاب إلى تلك النتيجة؟ الآن ستخترع الإجابة بنفسك عن طريق رسم شبكة، لقد حان الوقت... ...لأن تخدع الجميع!
وقت الأحاجي!
اخدع الجميع بأن يظنوا أن أغلبية أصدقائهم (أكثر من ٥٠%) مدمنون على الشرب (على الرغم من أن الأفراد العاديين أكثر من الأفراد الشرهين بالشرب بنسبة ٢ إلى ١)!
:المخدوعون من ٩ أشخاص تهانينا! لقد تلاعبت بعقل مجموعة من الطلاب وجعلتهم يؤمنون بوجود انتشار مسيطر لعادة بالغة الضرر على الصحة! ثابر يا بطل! ش... شكراً؟ ما صنعتَه للتو يدعى ("وهم الأكثرية") The Majority Illusion، وهو يفسر سبب ظنّ الناس أن انحيازهم السياسي يوافق عليه الأكثرية، ويفسر السبب الذي يجعل التطرّف يبدو أكثر شيوعا مما هو عليه في الحقيقة. أمر يدعوا للجنون. ولكن الناس لا تكتفي بمجرد مراقبة آراء الآخرين وتصرفاتهم، بل تسعى لتقلّدهم. والآن، لنلقي نظرة على ما يدعوه علماء الشبكات... ..."العدوى"!
لننسى موضوع "الحدود الدنيا" مؤقتاً. في الأسفل: لدينا شخص يملك بعض المعلومات (أو بالأحرى بعض المعلومات المغلوطة أو "الأخبار الزائفة" Fake news كما هو المصطلح منتشر حالياً)، وكل يوم يقوم ذلك الشخص بنشر تلك الإدعائات لأصدقائه مثل الفيروس، ومن بعدها يقوم أصدقائه بنشر تلك الإدعائات لأصدقائهم، وهكذا...
ابدأ المحاكاة!
(ملاحظة: لا يمكنك الرسم بينما المحاكاة مادامت تعمل)
ملاحظة: "العدوى" قد تكون شيئاً جيداً أو سيئاً (أو محايداً أو غير واضحاً) على الرغم من المصطلح ذوي الاسم السلبي. هناك دليل إحصائي قوي يشير أن التدخين وحضور الانتخابات ومعدل التعاون في الجماعة جميعهم يعدّون "عدوات" — وحتى أنه هناك دلائل تشير أن الانتحار وعمليات القتل الجماعي بإطلاق النار يعتبرون أيضاً عدوات.
...هذا يشعرني بالحزن
بالفعل إنه شيء مؤسف... على أية حال حان وقت الأحاجي!
ارسم شبكة تجعل الجميع يصابون "بالعدوى"، ثم ابدأ المحاكاة.
(قاعدة جديدة: لا يمكنك محي الروابط الثخينة)
جــــمــــيــــل
هذا الانتشار الجنوني يدعى "التتالي المعلوماتي" information cascade. وقع ضحية لمثل ذلك التتالي السير (نيوتن) في ١٧٢٠ والمؤسسات المالية العالمية في ٢٠٠٨.

ولكن هذه المحاكاة خاطئة لأن أغلب الأفكار لا تنتشر مثل الفيروسات. من أجل العديد من الاعتقادات والتصرفات يجب أن نكون "متعرضين" للعدوى لأكثر من مرة حتى تصبح "معديين". لذا ابتكر علماء الشبكات طريقة أفضل وأحدث لوصف كيفية انتشار الأفكار والتصرفات، وسمّوها... ... "العدوى المعقدة"!
لنقم بإعادة فكرة "الحدود الدنيا" ومثال الشره في الشرب ! عندما لعبتَ هذا المثال في المرة الأولى، لم يغير الأفراد تصرفاتهم.

الآن سنحاكي ما يحدث إذا بدأ الأفراد بالشرب عندما يشرب أكثر من ٥٠% من أصدقائهم. قبل أن تبدأ المحاكاة، اسأل نفسك ما تظن أنه سيحدث.

الآن، ابدأ المحاكاة وراقب ما سيحدث فعلاً!
على غير مثال "الأخبار الزائفة" هذه العدوى لا تنتشر للجميع. أول الأفراد يصابون بالعدوى على الرغم من أنهم معرضون لشخص وحيدٍ فقط، لأن ذلك الشخص يمثل ٥٠% من أصدقائهم (كم هم وحيدون...). بينما الشخص في نهاية السلسلة لم يتعرض للعدوى رغم أنه معرض لصديق يشرب، لأن العادة بين أصدقائه لم تتجاوز حده الأدنى ٥٠%.
النسبة المئوية % للأصدقاء المصابين مهم في النتيجة. ذلك هو الفرق بين نظرية العدوى المعقدة ونظرية العدوى البسيطة ذات الاتنشار مثل الفيروس. (ويمكن القول أن العدوى البسيطة هي مجرد عدوى ذات حد أدنى للانتشار يساوي صفر بالمئة)
ولكن، العدوى ليست شيئاً سيئاً بالضرورة — لذا سنكتفي بجنون الحشود، ماذا عن... ... حكمة الحشود؟
لدينا شخص يتطوع بجمعية خيرية تهدف، على سبيل المثال، إلى إنقاذ المصابين في الأعاصير أو تدريس الطلاب الفقراء في مجتمعه المحلي أو شيء جذاب على ذلك الصياغ. على كلّن، الفكرة أن هذه العدوى طيّبة. ولنقل أن الحد الأدنى لانتشار العدوى هو فقط %٢٥ — الناس مستعدة للتطوع، لكن بشرط أن %٢٥ من أصدقائهم يتطوعون أيضاً. (حتى الأفعال الطيبة بحاجة لبعض التشجيع الاجتماعي!)

مهمتك أن تعدي الجميع بالطاقة الإيجابية! ←
ملاحظة: التطوع هو فقط أحد الأمثلة العديدة للعدوى المعقدة! أمثلة أخرى تتضمن: حضور الانتخابات أو العادات الحياتية أو تغيير المعتقدات أو الانفتاح على القضايا العميقة — فهو أي فعل بحاجة لأكثر من موقف وحيد لنقله. العداوى المعقدة ليست بالضرورة حكيمة، لكن الحكمة تنتشر بواسطة العدوى المعقدة.
(لنأخذ مثال واقعي عن العدوى البسيطة: عادة تنتشر أي حقيقة من نموذج "هل تعلم" على هذا النمط، كمثال: "هل تعلم أن حيوان الأبسوم لديه ١٣ حلمة ثدي؟") والآن، لنستوعب حقاً مدى قوة العدوى المعقدة، سوف نعود... ...إلى أحجية سابقة!
أتتذكر هذا المثال؟ سنزوره مجدداً لكن هذه المرة بنمط العدوى المعقدة ، وذلك سيجعله أصعب قليلاً...
حاول أن تعدي الجميع بالحكمة المعقدة!
(لك حرية أن تبداً بضغط زر "ابدأ" وأن تجرب أي قدر من الحلول حتى أن تنجح!)
مـــمـــتـــاز!!
قد تعتقد أن الحل هو إضافة أكبر قدر من الروابط لنشر أي عدوى، المعقدة أو البسيطة، الطيبة أو المؤذية، الحكيمة أو المجنونة. ولكن هل هذا صحيح؟ لنتبين من ذلك سنعود... إلى أحجية سابقة أخرى...
عندما تضغط زر "ابدأ" في الأسفل، ستنتشر العدوى المعقدة للجميع. الأمر غير مفاجئٍ، لكن الآن سنقوم بعكس كل ما قمنا به إلى هذه المرحلة:
ارسم شبكة تمنع الوباء عن الانتشار للجميع!
أترى؟ على الرغم من أن الروابط الكثيرة تساعد دوماً في نشر الأفكار البسيطة، إلا أنّ الروابط الكثيرة قد تضر نشر الأفكار المعقدة! (ألا يذكرك ذلك بشبكة الأنترنت؟) هذه ليست مجرد معضلة نظرية، بل إنها قد تحدد مصير الحياة... ...أو الموت
العلماء في شركة (ناسا) NASA أولاد أذكياء. ومن ينقض ذلك؟ لقد استخدموا نظريات نيوتن لإيصالنا إلى القمر. لنتختصر السيرة، أطلقوا في عام ١٩٨٦ مركبة (تشالنجر) Challenger إلى الفضاء على الرغم من تحذيرات المهندسين، وذلك أدى لانفجار المركبة الفضائية وقتل ٧ أشخاص. السبب المباشر: برودة الطقس ذلك الصباح...
السبب الأقل مباشرة: تجاهل المدراء لتحذيرات المهندسين. لماذا تجاهلوهم؟ بسبب ("التفكير الجماعي") Groupthink. عندما تكون جماعة مترابطة بشكل قريب جداً (كما هو الحال في المراكز العليا في المؤسسات) فيصبحون مقاومين لتقبل الأفكار التي تتحدى معتقداتهم أو تقلل من شأنهم.
وهكذا تنهار المؤسسات لجنون الحشود. ولكن، كيف يمكننا "تصميم" أي جماعة لنزيد من حكمة الحشد؟ باختصار، يمكننا عن طريق عبارتين: الترابط وجسور التواصل
قليل من التروابط، ولن تستطيع الفكرة بالانتشار.

كثير من الترابط، وتميل الفكرة إلى الفكر الجماعي Groupthink.
ارسم مجموعة تملك القيمة الموازنة الصحيحة من الروابط: يكتفي أن تربط القليل لتنشر فكرة معقدة!
تكفي هذه البساطة! عدد الروابط داخل مجموعة من الناس نسميه ("ترابط رأس المال الاجتماعي") Bonding Social Capital . ولكن ما شأن الروابط... ... بين المجموعات؟ كما حزرت، فإن عدد الروابط بين مجموعات من الناس نسميه ("جسور تواصل رأس المال الاجتماعي") Bridging Social Capital. هذه الموضوع مهم لأنه يساعد المجموعات على كسر جدران رد الصدى لأفكارهم ("Echo Chambers")!
مهمتك أن تبني جسراً يعدي الجميع بالحكمة المعقدة:
يوجد قيمة موازنة صحيحة لجسور التواصل مثلما شأن الترابط في السابق. (تحدي إضافي: حاول رسم جسرٍ ثخين لدرجة أن العدوى المعقدة لا يمكنها المرور من خلاله!) بعدما تعلمنا كيفية "تصميم" الروابط داخل المجموعة وبين المجموعات لنقم... ...بالاختبار مع العمليتين سواءً!
الأحجية الأخيرة
ارسم روابط داخل المجموعات (ترابط) وبين المجموعات (جسور التواصل) لنشر الحكمة في الحشد بأكمله:
تهانينا، لقد رسمت شبكة مميزة للغاية! الشبكات التي تملك المزيج المناسب من الترابط وجسور التواصل هن في غاية الأهمية، وندعوها... ("شبكات العالم الصغير")
"الاتحاد دون التوحّد"، "الاختلاف دون الانشقاق"، "الواحد من الكثرة" E Pluribus Unum.
مهما صيغت العبارة إلا أن الناس عبر الأزمان والثقافات توصلوا لنفس الحكمة: المجتمع السليم بحاجة إلى قيمة موازنة من الروابط داخل مجموعاته، وجسور روابط بين مجموعاته. أي:
لا هذا...
(لأن الأفكار لا يمكنها الانتشار)
ولا هذا...
(لأنك ستردّ إلى التفكير الجماعي)
...بل هذا!
علماء الشبكات اليوم لديهم تعريف رياضي لهذه الحكمة التاريخية: ("شبكة العالم الصغير") Small World Network. المزيج المناسب من الترابط وجسور التواصل يمثّل الطريقة التي تشتبك بها العصبونات ويرعى الإبداع الجماعي ويحل المشاكل وحتى ساعد الرئيس الأمريكي (جون ف. كينيدي) John F. Kennedy مرة بأن يتفادى حرباً نووية بأعجوبة! مما سبق، نرى أن العوالم الصغيرة في غاية التأثير.
...إذاً، حان وقت الختام
(أتريد أن تسمع سراً؟) العدوى: بسيط معقد لون العدوى: اختر أداة... ارسم شبكة ضف فرداً ضف فرداً مصاباً حرّك أماكن الأفراد احذف فرداً احذف كل شيء!
(اختصارات على لوحة المفاتيح)
[1] ضف فرداً [2] ضف فرداً مصاباً
[Space فراغ] حرّك مكان فرد
[Backspace← الممحاة] حذف
في الختام: يمكن اختصار حديثنا بكلمتين...
العدوى و الروابط
العدوى: مثلما تنقل العصبونات الإشارات في الدماغ، فالناس ينقلون المعتقدات والتصرفات في المجتمع. لا نكتفي بالتأثير على أصدقائنا، بل ونأثر على أصدقاء أصدقائنا، وحتى أصدقاء أصدقاء أصدقائنا! ("كن التأثير الذي ترد أن تراه في العالم" وغيره من أقوال) ولكن، كما الحال للعصبونات، ليست فقط الإشارات ما تؤثر، بل أيضاً...
الروابط: قليل من الروابط لا يتيح فرصة للأفكار المعقدة بأن تنتشر. كثير من الروابط يجعل الأفكار المعقدة تنهار تحت قدم التفكير الجماعي. الحل هو بناء شبكة عالم صغير تملك المزيج المناسب من الروابط وجسور التواصل: "الواحد من الكثرة" E Pluribus Unum.
(أتريد صنع محاكياتك الخاصة؟ اضغط على زر (★) في الأسفل للذهاب إلى وضع اللعب الحر!)
فإذا، ما شأن السؤال الذي طرحناه في البداية؟
لماذا تنقلب بعض الحشود...
...إلى الحكمة و/أو الجنون؟
من (نيوتن) إلى (ناسا) إلى
علم الشبكات، لقد غطينا الكثير
اليوم. باختصار، جنون الحشود
ليس بالضرورة مسبَّباً من أفراد محددين، بل قد يكون سببه
لزاقة الشبكة التي تعلقنا.
هذا لا يعني أنه علينا التخلي عن المسؤولية الشخصية
لأننا أيضاً من يحيك الشبكة. لذا، هنا بعض النصائح الشخصية حتى تحسّن عداواتك:
كن شاكّاً بالأفكار التي تعجبك مباشرة ، وخصص وقتاً لتفهم
الأفكار المعقدة، وحسن روابطك: ارتبط مع أفراد
مماثلين لك، لكن ابني جسور تواصل عبر الفروق السياسية والثقافية.
يمكننا أن نحيك شبكة واعية. بلى، الأمر أصعب من مجرد رسم
خطوط على شاشة... ...ولكن الأمر حقاً يستحق العناء.
"النجاحات والمآسي التاريخية العظمى لم يسببها البشر لأنهم بالأساس أخيار أو بالأساس أشرار، بل لأن البشر بالأساس بشر."
~ Terry Pratchett و Neil Gaiman
<3
لعبة صنعت من قبل
NICKY CASE
العبْ تجاربي الأخرى · تابعني على تويتر

كثير من الحب والشكر إلى
داعميني على PATREON
اقرأ أسماء الداعمين وتمعن على رسمات لأشكالهم · اقرأ أسماء مختبري اللعبة
ادعمني في صنع تجارب بمثل هذا النمط! <3

♫ الأغنية "Friends 2018" and "Friends 2068" من قبل Komiku
</> لعبة حكمة أو جنون الحشود مفتوحة المصدر بالكامل open source

رائع ابدأ المحاكاة ارجع للوضع الأصلي ترجمات من قبل المعجبين: غريب... ألا يوجد أي ترجمة بعدّ؟ (!add your own)

رد سريع لكتاب (جيمس سوروكي) "حكمة الحشود"

أولاً، أنا لا أريد أن أقلل من شأن هذا الكتاب. إنه كتاب جيد، و(سوروكي) يحاول الإجابة عن نفس السؤال الذي أسأله أنا: “لماذا تنقلب بعض الحشود إلى الجنون أو إلى الحكمة”

جواب (سوروكي): تقوم الحشود باختيارات جيدة عندما يكون جميع الأفراد منفردين بأكبر قدر ممكن. يلقي (سوروكي) قصة عن مهرجان بلدي: دعي سكان بلدة للتخمين عن وزن ثور، المفاجئ أن متوسط جميع التخمينات كان أفضل من أي تخمينٍ وحيد، وهنا سبب نجاح المجموعة: يجب على الأفراد أن يخمّنوا مستقلين عن بعضهم وإلا فيتأثروا بالتخمينات السابقة الخاطئة، ومنه ينحاز متوسط الجواب بشدة.

ولكن... لا أعتقد أن نصيحة "اجعل جميع الأفراد مستقلين قدر الإمكان" هي الجواب الكامل. العباقرة يتأثرون بشدة بالأخرين، من ضمنهم العباقة الذين يوصفون على خطأ بأنهم شديدوا التفكير الاستقلالي. كما قال السير (إسحاق نيوتن): "إن رأيت أبعد من غيري، فذلك لأني أقف على أكتاف العملاقة".

إذاً، أي فكرة هي الصحيحة؟ أترجع الحكمة إلى التفكير مع النفس؟ أم إلى التفكير مع الآخرين؟ واضح أي منهم هو الجواب الأفضل.

وهذا ما سأحاول شرحه في هذه "المحاكية المفسرة": كيف يمكننا الوصول إلى قيمة موازنة بين الاستقلال والترابط — أي، كيف يمكننا الوصول إلى حشد حكيم.

ما هي أنواع الأخرى للروابط؟

من أجل التبسيط، محاكياتي تفترض أن الأفراد يمكنها فقط الارتباط عبر الصداقة، وأن جميع الصداقات متساوية القيمة. ولكن علماء الشبكات يأخذون بعين الاعتبار أشكالاً أخرى لارتباط الأفراد، مثل:

("رابطة ذات اتجاهين") Directional connections
(نور) هي رئيسة (ماهر) ولكن (ماهر) ليس رئيس (نور). (يسرى) هي والدة (هشام) ولكن (هشام) ليس والد (يسرى) . "الوالد" و "رئيس العمل" هما علاقات ذات جهة وحيدة. بالمقارنة، "الصداقة" هي علاقة ذات جهتين (أو، على الأقل، أنا أأمل ذلك).

("الرابطة الموزونة") Weighted connections
(آلاء) و (أنس) هم مجرد معارف لبعض. بينما (شهاب) و (أكرم) هم أعزّ الأصدقاء. على الرغم من وجود رابطة "صداقة" في الحالتين، إلّا أن الحالة الثانية أقوى. ونقول أن لهذه الرابطتين "وزنان مختلفان".

عليك أن تتذكر: جميع هذه المحاكيات خاطئة مثلما أي خريطة تعتبر "خاطئة". أترى الخارطة على اليسار؟ في الواقع، إن الأبنية ليست مكعّبات رمادية ناعمة! وإن الكلمات لا تطفوا فوق المدن! مع ذلك، الخوارط تساعدنا... ليس على الرغم من تبسيطها للواقع، بل بسبب تبسيطها للواقع. والأمر مشابه من أجل المحاكيات أو أي نظرية علمية. بالطبع إنها خاطئة — هذا ما يجعلها مفيدة.

ما هي أنواع الأخرى للعدوى؟

لدى علماء الشبكات العديد العديد من الطرق ليحاكوا "العدوات"! لقد اخترت أنا أبسط واحدة من أجل أسباب تعليمية، ولكن هنا بعض الطرق الأخرى:

العدوى العشوائية: التعرض للعدوى لا يضمن الإصابة بها بل يجعل الإصابة أكثر إرجاحاً.

لكل فرد قيمة مختلفة للحد الأدنى للعدوى: محاكياتي تفترض أن جميع الأفراد لهم نفس الحد الأدنى للشره في الشرب (%٥٠) أو التطوع (%٢٥) أو نقل المعلومات المغلوطة (%٠). بالطبع لا يحدث ذلك في الواقع، ويمكن أن نصنع محاكيات تعكس تلك الحقيقة.

بيئة من العداوي: ماذا يحدث لو كان هناك عداوي مختلفة تملك قيم حد أدنى مختلفة في نفس البيئة؟ كمثال، ليكن هناك عدوى "جنون" بسيطة وعدوى "حكمة" معقدة. إن أعدي فرد بالجنون، فهل يمكن أن يصاب بعدوى الحكمة؟ أو بالعكس؟ أيمكن لفرد أن يصاب بالعدواتان معاً؟

عدوى يمكنها التغير والتطور: الأفكار لا تنتقل بين فرد وآخر بشكل تام مثل الفيروس. فمثل لعبة "الهاتف" الرسالة تتغير كل مرة يتم إعادة إلقائها — وأحياناً التغير يجعلها أكثر إعدائاً من الصورة الأصلية! لذا الأفكار "تتطور" لتصبح أكثر إطلاقاً وأسهل نسخاً وإعدائاً عبر الزمن.

أريد تعلم المزيد! ما تنصحني بقرائته أو لعبه؟

هذه "المحاكية المفسرة" مجرد منصة قفز لفضولك حتى تنتقل إلى بحر المعرفة! هنا بعض الكتابات الأخرى عن الشبكات أو أنظمة المجتمع:

كتاب: "مرتبطون" من قبل Nicholas Christakis و James Fowler (٢٠٠٩). جولة بسيطة حول الطرق التي تؤثر الشبكات بحياتنا، سيئة كانت أم جيدة. هنا نبذة من الكتاب: Preface & Chapter 1 (English)

لعبة تفاعلية: "تطور الثقة والأمانة" The Evolution of Trust من قبل نفس كاتب هذه اللعبة Nicky Case (٢٠١٧). لعبة عن ("نظرية الألعاب") Game Theory وعن كيفية نشوء التعاون... أو إنهياره.
(مترجمة إلى العربية من نفس المترجم)

لعبة تفاعلية: "حكاية المضلعات" Parable of the Polygons من قبل Vi Hart و كاتب هذه اللعبة Nicky Case (٢٠١٤). قصة تحكي عن الخيارات البرئية التي يقوم بها الناس والتي تؤدي إلى صنع عالم مضرْ.
(مترجمة إلى العربية)

أو، إن أردت رؤية جميع الكتابات التفاعلية (مثل هذه اللعبة) فيمكنك زيارة موقع "المحاكيات المفسرة" Explorable Explanations وهو مركز يجمع تجارباً تعلِّم عبر اللعب!

"أبلغ ما يقارب جميع الطلاب (الجامعيين) أن أصدقائهم يشربون أكثر مما هم يشربون"

"التحيزات في تقرير معدلات الشرب لدى الطلاب الجامعيين" من قبل Baer ومعاونيه (١٩٩١)

"وهم الأكثرية"

"وهم الأكثرية في الشبكات الاجتماعية" من قبل Lerman ومعاونيه (٢٠١٦).
متعلق: ("تناقضة الصداقة").

"تشير أدلة احصائية قوية أن التدخين والصحة والسعادة وحضور الانتخابات ومعدلات التعاون بين الناس جميعهم معديين"

من الكتاب البليغ وسهل الفهم الذي كتبه Nicholas Christakis و James Fowler، "مرتبطون" (٢٠٠٩).

"يوجد أدلة تشير أن الانتحارات معدية أيضاً"

"عدوى الانتحار والتقرير عن الانتحار: توصيات من ورشة وطنية" من قبل O'Carroll ومعاونيه (١٩٩٤)، مؤيد من وكالة "مراكز مكافحة الأمراض واتقائها".

"بعض الأدلة تشير إلى أن عمليات القتل الجماعي بإطلاق النار هي عدوى أيضاً"

"العدوى في القتل الجماعي واطلاق النار في المدارس" من قبل Towers ومعاونيه (٢٠١٥).

أيضاً، ارجع إلى حملة "لا تسمّيهم" التي تلح وكالات الإعلام بعدم بث اسم مطلق النار أو كتاباته أو حسابه الشخصي على مواقع التواصل الاجتماعي، لأن ذلك ينشر العدوى. بدلاً من ذلك فيجب على وكالات الإعلام التركيز على الضحايا وأعضاء الشرطة المستجيبين الأوائل والأبطال المدنيين والمجتمع المحلي الألم والمتعافي.

"وقعت المؤسسات المالية العالمية ضحية لهذا التتالي في ٢٠٠٨"

"قوارض (وول ستريت)" Lemmings of Wall Street مقالة من كتابة Cass Sunstein هي نبذة سريعة غير تقنية، نشرت في ربيع الأزمة، أكتوبر ٢٠٠٨.

"نظرية العدوى المعقدة"

"نمط الحد الأدنى للتصرف الجماعي" من كتابة Granovetter عام ١٩٧٨، هو أول مرة وصف أحد نمط العدوى المعقدة على حد علمي (على الرغم من أنه لم يستخدم ذلك المصطلح بالذات).

"أدلة لنمط العدوى المعقدة في العدوى الاجتماعية من منظور البيانات المراقبة" من قبل Sprague و House (٢٠١٧) يشير أن العدوى المعقدة موجودة بالفعل (على الأقل، ضمن بيانات وسائل الإعلام المراقبة).

وأخيراً، "التصرف العام في نماذج معمّمة للعدوى" من كتابة Dodds و Watts (٢٠٠٤). يقترح نموذج يعمم جميع أنواع العدوى: البسيطة ومعقدة، البيلوجية والاجتماعية!

"حيوان الأبسوم لديه ١٣ مهبل ثدي"

موزعين في حلقة من ١٢ مهبل، وواحد إضافي في المنتصف.

"التفكير الجماعي (groupthink)"

هذه العبارة المستوحاة من كتابات (أوريل) George Orwell اخترعت من قبل Irving L. Janis في ١٩٧١. يحقق Janis في مقالته الأصلية عن أسباب التفكير الجماعي ويعدد أسبابه و — لحسن الحظ — بعض الحلول له.

"ترابط وجسور رأس المال الاجتماعي"

نوعا رأس المال الاجتماعي — "الترابط" و "جسور التواصل" — سماهما Robert Putnam في كتابه المبصر "لعب البولينغ منفرداً" (٢٠٠٠). اكتشافه الجذري: عبر ما يقارب جميع المقاييس التجربية للارتباط الاجتماعي... الأمريكان منفردون اليوم أكثر من أي زمن سابق... يا للأسى.

"لجسور تواصل رأس المال الاجتماعي قيمة موازنة"

"قوة الروابط الضعيفة" من قبل Granovetter (١٩٧٣) يرينا أن الروابط عبر المجموعات تساعد في نشر العدوى البسيطة (كالمعلومات)، لكن "العدوى المعقدة وضعف الروابط الطويلة" من قبل Centola و Macy (٢٠٠٧) يرينا أن الروابط بين المجموعات قد لا تساعد العدوى المعقدة، بل بالعكس، قد تضر انتشارها!

"شبكة العالم الصغير"

نشرت فكرة "العالم الصغير" من اختبار Travers و Milgram عام ١٩٦٩، والذي وضّح أن أي شخصين عشوائيين في الولايات المتحدة يبعدون عن بعض بمتوسط ٦ صداقات — "ست درجات من التباعد"!

اكتسى عظم شبكة العالم الصغير بالعمليات الحسابية بعد صدور مقالة "الديناميكيات الموحّدة لشبكات العالم الصغير" من قبل Watts و Strogatz (١٩٩٨) والتي اقترحت خوارزمية لتشكيل شبكات تملك طولاً متوسطاً قصيراً للمسارات (درجة متدنية من التباعد) وعدداً كبير من التعاقد (الأصدقاء لديهم الكثير من الأصدقاء المشتركين) — أي، شبكة متوازنة!

يمكنك أيضاً قراءة هذه المحاكاة التفاعلية المقتبسة من الورقة العلمية السابقة من صنع Bret Victor (٢٠١١).

"[شبكات العالم الصغير] تصف كيفية ارتباط العصبونات في الدماغ"

"شبكات عالم صغير دماغية" من قبل Bassett و Bullmore (٢٠٠٦).

"[شبكات العالم الصغير] تزيد من الإبداع الجماعي"

"التعاون والإبداع: مشكلة العالم الصغير" من قبل Uzzi و Spiro (٢٠٠٥). حللت هذه الورقة العلمية الشبكة الاجتماعية لمسارح Broadway خلال الزمن، واكتشفت، كما قلت أنا سابقاً، أن الشبكة أكثر ابداعاً عندما تكون شبكة من نمط "عالم صغير"!

"[شبكات العالم الصغير] تزيد من المشاركة في حل المشاكل"

ارجع إلى “الفيزياء الاجتماعية” وهو موقع البروفيسور Alex "Sandy" Pentland من جامعة MIT (٢٠١٤). يمكّنك الموقع من الاطلاع على تحليل للذكاء الجماعي أساسه البيانات.

"[شبكة العالم الصغيرة] !ساعدت الرئيس الأمريكي (جون ف. كينيدي) بأن يتفادى حرباً نووية بأعجوبة"

بالإضافة لانفجار مركبة (ناسا)، أكثر مثال مشهور بسوء السمعة للتفكير الجماعي كان في إخفاق ("غزو خليج الخنازير") Bay of Pigs fiasco. في عام ١٩٦١، ظن الرئيس الأمريكي (جون ف. كينيدي) وفريق مستشاريه — لسبب غبي لا أحد يعلمه — أن فكرة غزو كوبا بسرية وإسقاط حكمة (فيدل كاسترو) فكرة جيدة. ثم فشلوا، بل أسوأ من "فشلوا": لقد أدت الغزوة إلى ("أزمة صواريخ كوبا") Cuban Missile Crisis لعام ١٩٦٢، وتلك كانت أقرب مرة وصل فيها العالم إلى حرب نووية شاملة.

بلى، لقد أفشل (جون) هذه المسألة فشلاً ذريعاً.

ولكن تعلم (جون ف. كينيدي) بعض الدروس الصعبة من إخفاق ("غزو خليج الخنازير") وعلى أساسها قام بإعادة تنظيم فريقه لتجنب التفكير الجماعي. من أبرز اصلاحاته كانت: ١- شجع الأفراد على أن يطرحوا انتقاداتهم بشكل صريح، مما قلل من "الحد الأدنى للعدوى" تجاه الأفكار البديلة. وأيضاً ٢- قسّم فريقه إلى عدة فرق مصغّرة قبل عقد الاجتماعات، مما أعطى مجموعته تصميماً يشابه تصميم "شبكة العالم الصغير". وسمح ذلك التنظيم بوجود تنوّع مفيد من الآراء دون شقّ المجموعة كثيراً — أي، حشد حكيم.

وهكذا، باستخدام نفس الأفراد الذين اختاروا القيام بغزوة خليج الخنازير، ولكن منظمين بشكل جماعي لاتخاذ القرارات في أزمة صواريخ كوبا... نجح فريق (جون ف. كينيدي) بالوصول لاتفاق سلمي مع الرئيس السوفييتي (نيكيتا خروتشوف). زعم الاتفاق بأن يزيل السوفييت صواريخم من كوبا، وبالمقابل وعدت الولايات المتحدة بعدم غزو كوبا مجدداً (واتفقوا بسرية على إزالة الصورايخ الأمريكية من تركيا).

وتلك كانت قصة تحكي كيف أوشكت البشرية على الانقراض، وكيف أنقذتها شبكة عالم صغير وحيدة!... نوعاً ما.

يمكنك قراءة المزيد عن هذا الموضوع في صحيفة Harvard Business Review، أو في المقالة الأصلية عن التفكير الجماعي.

"نأثر على [...] أصدقاء أصدقاء أصدقائنا!"

مقتبسة أيضاً من كتاب "مرتبطون" Connected الرائع. من قبل Nicholas Christakis و James Fowler (٢٠٠٩).

"كن شاكّاً بالأفكار التي تعجبك مباشرة"

بلى، وتطبق هذه النصيحة على الأفكار التي طرحتها أنا في هذه اللعبة.

★ وضع اللعب الحر ★

اختصارات لوحة المفاتيح (1, 2, space, backspace) تعمل جميعها في الأحاجي أيضاً وليس فقط في وضع اللعب الحر. أنا لا أمزح! يمكنك العودة الآن إلى فصل سابق والتغيير في المحاكاة. في الحقيقة، هكذا صنعت أنا جميع الأحاجي. تمتّع في الرسم!